يعتبر شراء المنزل لحظة ينتظرها المرء بفارغ الصبر، وقد يكون استثماراً مجدياً. إلا أن هذه المهمة ليست أمراً يسيراً في جميع الحالات، إذ قد تتحول إلى مسألة تثقل كاهل صاحبها، ومن الممكن أن تحمل في طياتها آثاراً سلبية مفاجئة في حال غياب التخطيط المناسب لها.
وبخلاف مسألة العثور على المنزل المناسب واستكمال إجراءات الشراء المعقدة التي تشمل التعامل مع وكلاء العقارات والبنوك وأكوام من الملفات الورقية، يتعين عليكم الانتباه إلى السيناريوهات المحتملة مع مرور الزمن والمخاطر المالية التي قد تعترض طريق شراء منزل أحلامكم.
وبدءاً من التأخر في تسليم المشاريع في الوقت المحدد إلى النفقات والالتزامات المفاجئة، أو في أسوأ الأحوال، خسارة وظائفكم خلال فترات الانكماش الاقتصادي أو حتى الكوارث الطبيعية، قد تعجز استثماراتكم العقارية عن تحقيق المأمول منها، ولاشك أن معظمنا يعرف شخصاً واحداً على الأقل تعرض استثماره العقاري للفشل.
وعند التعرض لمثل هذه الظروف، لن يكون فشل الاستثمار أو نجاحه مرهوناً بطبيعة وحجم الموقف الذي تعرضتم له فحسب، بل كذلك بنوع التمويل المستخدم في شراء العقار.
ما هو التمويل العقاري الإسلامي وكيف يختلف عن التمويل العقاري التقليدي؟
يعتبر التمويل العقاري الإسلامي بديلاً لتمويل المنازل التقليدي إلا أنه يحمل صفات مشابهة له. لكن التمويل العقاري الإسلامي يتفوق على نظيره التقليدي من منظور الأخلاق والإنصاف.
وتعمل منتجات التمويل العقاري المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وفق آلية مختلفة عن القروض التقليدية، لأن المؤسسات المالية الإسلامية لا تتقاضى الفوائد، وذلك بهدف حماية الناس من الاستغلال والمساعدة في بناء مجتمعات مستقرة مالياً.
وبخلاف العلاقة التقليدية التي تجمع بين المقرضين والمقترضين، يعتبر الطرفان في معاملات التمويل العقاري الإسلامي من المستفيدين، وبالتالي لا يتحمل المتعامل منفرداً أعباء المخاطر والخسائر بالكامل.
واستناداً إلى هذه الهيكلية، يكمن الاختلاف الرئيسي في كيفية تصرف البنك عندما تتخذ الأمور منعطفاً سلبياً أو لا تسير وفق الخطة المحددة، ولذلك، توفر التمويلات الإسلامية العديد من مستويات الحماية لمالك المنزل.
ما آلية عمل التمويل العقاري الإسلامي
يعمل التمويل العقاري الإسلامي بأسلوب مشابه لخطط شراء المنازل القائمة على نموذج الإيجار المنتهي بالتملك. حيث يقوم المصرف بشراء المنزل من البائع ، ليصبح المالك القانوني للعقار. وبدلاً من بيع المنزل لكم، يقوم البنك بتأجيره لكم لمدة متفق عليها، وتمثل أقساطكم الشهرية بديلاً للإيجار، مع تخصيص نسبة من كل قسط لتجميع سعر شراء العقار بالكامل. وعند سداد دفعات كافية لتغطية سعر العقار، يقوم البنك بتحويل ملكية المنزل إليكم.
وبالإضافة إلى ذلك، وأثناء سداد الأقساط، فأنتم تقومون فعلياً بشراء حصة المصرف تدريجياً، ويجري بالتالي تخفيض التزامات الإيجار مع مرور الوقت.
مخاطر مشتركة
تتمثل أهم ميزة للتمويل العقاري الإسلامي في مسألة توقفكم عن دفع الأقساط في حال عدم استكمال تطوير العقار. فالتعرض للتقلبات الاقتصادية خلال فترات التمويل العقاري الطويلة لمدة 25 عاماً هي أمر طبيعي تماماً.
و في حالات توقف أعمال البناء في مشروع ما أو العجز عن تطويره في فترات الركود الاقتصادي ، لن يترتب عليكم تسديد أي أقساط، على عكس القروض التقليدية.
وينطبق ذات الشيء عند وقوع حوادث مفاجئة كالحرائق. وفي مثل هذه الحالات، لن يتعين على مالك المنزل تسديد الأقساط خلال فترة الصيانة، الأمر الذي يخفف الأعباء المالية التي تفرضها الإقامة البديلة.
وفي نهاية المطاف، يتحمل البنك جزءاً من المسؤولية والمخاطر مع المتعامل، الأمر الذي يرسخ مكانة منتجات التمويل العقاري الإسلامي كبديل أخلاقي مميز ينطوي على مستويات أدنى من المخاطر بالمقارنة مع قروض شراء المنزل التقليدية.
إن منتجات التمويل العقاري الإسلامي متاحة لجميع الأشخاص المهتمين بالاستفادة من نموذج تمويل أكثر شفافية ومراعاة للقيم الأخلاقية بغض النظر عن خلفيتهم الدينية.
وتبقى رسوم دائرة الأراضي والأملاك في دبي والرسوم الحكومية الأخرى ذات الصلة دون تغيير بالنسبة لمعاملاتكم بغض النظر عن نوع التمويل العقاري المستخدم سواء كان إسلامياً أم تقليدياً.
اطّلع على منتجاتنا لجميع احتياجاتك المصرفية